لماذا نري صناعة الموضة ضرورة ونتمنى وجودها بشكل قوي في مصر؟ ولماذا لا نعتبر ان الموضة رفاهية وأنها مجرد هواية يمارسها الشباب في أوقات فراغهم؟ لماذا تعتبر الموضة ضرورة في أي مجتمع؟ ولماذا يجب الحرص على تنميتها وتقدمها؟
منذ بدايات القرن الثامن عشر تعتبر باريس عاصمة الموضة في العالم، ورغم وجود بعض التغيرات في هذه الحقيقة في الوقت الحالي مع المنافسة الشرسة من مدينة نيويورك ومنافسة دول شرق اسيا كدول مصنعة للملابس ومنتجات الموضة أيضا، ورغم ذلك مازالت الموضة تعتبر اهم الصناعات الفرنسية وأكثرها مساهمة في الاقتصاد الفرنسي. بل انها تعتبر صناعة قومية يهتم بها كل المسئولين الفرنسيين، فما سر اهتمامهم بها؟
مساهمة صناعة الموضة في الدخل الفرنسي:
السبب الأول ان مبيعات منتجات الموضة الفرنسية تمثل حوالي 170 مليار دولار سنويا، وهو رقم ضخم بكل المقاييس خصوصا إذا عرفت ان صناعة السيارات الفرنسية بكل ماركاتها المعروفة تمثل حوالي 40 مليار دولار سنويا، وان صناعة الطيران كلها في فرنسا تحقق حوالي 135 مليار دولار سنويا، كما تساهم صناعة الموضة في تشغيل مليون فرنسي بشكل مباشر بخلاف الوظائف الأخرى الغير مباشرة.
كما انها تساهم بشكل غير مباشر في انتعاش صناعة السياحة الفرنسية، فهل تعلم ان ستة أسابيع للموضة تقام سنويا في فرنسا تساهم برقم ضخم في الاقتصاد الفرنسي؟ حيث تقيم باريس اسبوعان سنويا للملابس الجاهزة للرجال، واسبوعان لملابس السيدات واسبوعان للملابس الراقية النسائية، وتساهم هذه الأسابيع الستة في دعم الاقتصاد الفرنسي بمبلغ حوالي 15 مليار دولار من خلال إقامة الزوار في الفنادق وباقي الخدمات الضرورية بخلاف مشترياتهم من منتجات الموضة نفسها.
الموضة والثقافة
وبخلاف أهمية الموضة في دعم الاقتصاد الفرنسي فإنها تساهم أيضا في نشر اللغة والثقافة الفرنسية بين كثير من الأشخاص المهتمين بهذه الصناعة، فكثير من المصممين يتفاخر بقدرته على التحدث باللغة الفرنسية ظنا منه انه بهذا قد أصبح مصمم أزياء معترف به.
واستكمالا للحديث عن طلعت حرب، فقد أسس مصانع المحلة الكبرى وهو يتوقع ان تصبح عاصمة صناعة الملابس في الشرق الاوسط وليس مصر فقط، حيث تتنوع هذه المصانع ما بين مصانع الغزل والنسيج والملابس بحيث تتم كل عمليات التصنيع في هذه المدينة ويتم تصدير منتجاتها لكل دول العالم، ونحن نتمنى ان تعود هذه المصانع لتمارس دورها كما خطط لها طلعت حرب.
جزاكم الله خيرا ياكتور الموقع افادنى كثير