ابتكار أفكار لأزياء جديدة عملية فكرية تحتاج الي مجهود ذهني، والمصمم المبتكر يقضي اغلب وقته في البحث عن أفكار جديدة ينفذها، ولأنه لن يخترع العجلة، فيسعي مثله مثل المصممين في كل مجالات التصميم الأخرى الي مصادر خارجية لتنشيط عملية الابتكار لديه.
وتسمي هذه المصادر بمصادر الاستلهام، وهي عبارة عن دليل او محفز يساعد المصمم علي تنشيط حاسة الابتكار لديه، من خلال دراسته لهذه المصادر جيدا، ومحاولة تحليلها لاستخدام مكوناتها في تصميم ازياؤه.
والمصمم غالبا ما يبتكر أفكار مميزة وتحمل طابعه الشخصي، لكنها في نفس الوقت تحمل بعض من طابع مصدر الاستلهام، وتعتبر التصميمات الناتجة مزيجا من الطابعين في فكرة مبتكرة واحدة، حيث يحمل التصميم المستلهم في أغلب الأحيان بصمة مختلفة عن المصدر المستلهم منه، مهماً التزم مصمم الأزياء بروح مصدر الاستلهام، نتيجة تغييره لعناصره بالإضافة أو الحذف أو الاختصار أو التحوير وهذا يرجع إلى أنه مصمم مبتكر ومبدع له رؤيته التي لابد أن يكشفها في العمل الذي يتناوله.
مصادر استلهام تصميم الأزياء
تتنوع مصادر الاستلهام، ويمكن ان يعتبر أي عمل فني او تصميمي مصدر للاستلهام منه، لكن هناك مصادر غنية يرجع اليها المصممين باستمرار لغزارة واصالة محتواها ومنها:
- الطبيعة
- الأزياء التاريخية
- الأزياء الشعبية
- الأزياء التراثية
- الفنون الجميلة
- العمارة
- المسرح
الطبيعة هي ام الفنون والاستلهام من الطبيعة هو أصل كل تصميم، وهي مصدر الوحي للفنانين والمصممين منذ بداية تسجيل آثارهم على الصخور وحتى وقتنا هذا. فهل تعلم ان بعض الملابس تم استلهام فكرتها من الحرباء وتلونها، كما ان الزهور وأوراق الشجر وجذوعها والطيور والأصداف والحيوانات والسماء بما فيها والبحر بما يحتوي من اشكال كلها مصادر طبيعية موجودة اما عينك لتستلهم منها، حيث يعتبر هذا المنبع زاخراً باستمرار فيكفي أن ينظر المصمم حوله ويختار ما يلهمه بما يريد.
الأزياء التاريخية والشعبية والتراثية تظهر من وقت لأخر فهي دليل اصالة الشعوب، وتفاصيلها ما زالت مليئة بالكنوز التي يمكن إعادة تقديمها مرات ومرات، كما ان نواحي الاقتباس والاستلهام من العمارة كثيرة ومتعددة، والمباني الجميلة والمميزة حول العالم كثيرة، ويمكنها ان تساعد المصمم علي توليد أفكار جديدة كثيرة إذا حاول محاكاة هذه الأفكار في تصميم الأزياء سواء كانت مباني ذات طبيعة هندسية او عضوية (تحاكي الطبيعة) دوراً كبيراً في عملية الإلهام والابتكار في تصميم الأزياء.
وقد تلاحظ ان بعض التصميمات المستوحاة من الفنون الرومانية واليونانية يظهر فيها هذا الأسلوب بشدة، فكثير من الازياء يتم تصويرها وخلفها العمود الأيوني الذي يحتوي على نفس الخطوط الموجودة في تصميم الزي وكذلك خطوط المعابد الشامخة التي تخدم الخلفية الزخرفية.
في النهاية قلنا الاستلهام ولم نقل الالهام، لان المصمم لا يجلس ساكنا ينتظر الالهام يأتي حسب الحظ، بل دوما يسعي لكي يستلهم من كل ما حوله، ويجتهد لكي يقدم الجديد، والمصنع والمحل والمستهلك و…….. كل هؤلاء لن ينتظروا الحظ.