الموضة المستدامة
على مدى العقود القليلة الماضية، ظهرت حركة عالمية للمطالبة بمنتجات مستدامة بيئيًا، ويعتبر اتجاه الموضة المستدامة من أكثر الاتجاهات أهمية حاليا، ويرجع ذلك الي تنبه المجتمعات والعلماء الي التاثير السلبي الذي تحدثه كثرة استهلاك الخامات على البيئة وكوكب الأرض، ومع ذلك، لا تلبي كل الشركات التي تبيع منتجات الموضة المستدامة الشروط التي يجب اعتبارها كذلك، لقد زاد هذا الاتجاه من الضغوط على قطاعات الملابس والموضة، وفرض قيودًا على هذه الشركات الكبيرة التي لا قد لا تهتم الا بتحقيق الأرباح، وفي المقابل تهتم بعض الشركات العاملة في صناعة الموضة بالاستدامة على اعتبار انها قضية رئيسية وتبذل جهودًا مكثفة لدمجها في استراتيجياتها التسويقية.
اما بالنسبة للمستهلكين فلا تزال معرفة واهتمام معظمهم بمفهوم الاستدامة محدود، بالإضافة إلى ذلك، هناك نقص في الأبحاث العلمية الجادة فيما يتعلق بالمعرفة المستدامة في صناعة الأزياء، لا سيما بالنظر إلى أهميتها في هذا المجال.
مفهوم الموضة المستدامة:
والموضة المستدامة تهدف الي تصميم وتصنيع المنتجات مع الاهتمام بالأشخاص والمجتمعات بالإضافة الي تقليل التأثير على البيئة أيضًا، وذلك من خلال التركيز علي على التأثير الاجتماعي والبيئي للأزياء، وتحسين ظروف العمل للعمال، فمثلا تركز استراتيجية النمو الخاصة بـ H&M على تقديم مجموعة جديدة من الملابس المصنعة من مواد مستدامة لتقليل انبعاثات الكربون على البيئة وزيادة حضورها التجاري في سوق ملابس الموضة المستدامة، ومن المتوقع أن تؤدي المبادرات الحكومية إلى نمو هذه الاسواق.
ووفقًا لدراسة حديثة لشركة Unilever، تؤثر قضايا الاستدامة بشكل متزايد على قرارات التسويق، حيث أظهرت الدراسة ان 21٪ من متسوقي الملابس سيدعمون العلامات التجارية التي تهتم بجوانب الاستدامة من خلال تسويق وتعبئة وتغليف منتجاتهم.
صعوبات تسويق الموضة المستدامة:
ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أنه ليس من السهل دائمًا تسويق الأزياء الصديقة للبيئة، فقد وجدت إحدى الدراسات أن 20.2٪ من المستهلكين يقولون إنهم سيرفضون دفع المزيد مقابل الملابس المستدامة، بينما أشار 17.5٪ من المستهلكين إلى افتقار منتجات الموضة المستدامة الي التنوع في الاختيارات و18.8٪ أشاروا إلى صعوبة العثور على منتجات الموضة الصديقة للبيئة من الاساس.
دور الاعلام في التعريف بالموضة المستدامة:
ولهذا تلعب المنصات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي دورًا محوريًا في توعية المستهلكين بالموضة المستدامة، حيث تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي من اهم ادوات شركات الموضة في مشاركة قصص العلامة التجارية وإنشاء تجمعات الكترونية لبيع / شراء هذه المنتجات.
وأثناء قيامهم بهذه الأنشطة، يستخدم العديد من مصممي الأزياء هذه المنصات لزيادة الوعي بالقضايا الأخلاقية في الموضة وحتى الترويج لحملات جمع التبرعات لدعم صناعة الموضة المستدامة، كما يركز كثير من المدونين “بلوجرز” في مجال الموضة بشكل متزايد علىها، ونتيجة لهذا النشاط، زادت عمليات البحث عن “الموضة المستدامة” في عام 2019 بأكثر من ثلاث مرات مقارنة بعام 2016، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في النمو في القترة القادمة فزيادة الوعي ستحث المتسوقين على اتباع مفهوم الموضة المستدامة وستقود السوق في السنوات القادمة.